أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

قصة جنسية مصرية مرات البواب بتخبط عليّا الفجر

قصة سكس مصرية مرات البواب بتخبط عليّا الفجر

الجزء الأول: الخبطة اللي صحتني من نومي

الخبط على باب الشقة كان عنيف ومتواصل، زي ما يكون اللي يخبط قاعد يكسر الباب. صحيت مفزوع من نومي، لمحت الساعة على الجوال، كانت أربعة الفجر. ظلمة وهدوء يغلف كل شيء، إلا صوت الخبط هذا اللي كان زي دقات القلب المذعور. التفتت وشفت زوجتي صحيت هي كمان، وعيونها واسعة من الخوف. مين ممكن يجي بهمجية زي هذي في وقت زي ذا؟

قمت من السرير وأنا أحس برجفة خفيفة في جسمي. مشيت بخطوات حذرة للباب وبصيت من العين السحرية. كانت هي. فتحية، زوجة عم سيد البواب. كانت واقفة، حجابها ملفوف بإهمال وطالعة منه خصلات شعر مبللة بالعرق، لابسة عباية سودا مفتوحة وباين من تحتها جلابية بيت قديمة، ووجهها غرقان في الدموع وعيونها حمرا زي الدم. المنظر لوحده كان يخوف.

فتحت الباب بحذر. قالت بصوت متقطع من كثر البكى: "الحقني يا أستاذ كريم!".

"خير يا فتحية، وش صاير؟ عم سيد كويس؟"

هزت راسها وهي تشهق شهقة طويلة كأنها بتطلع روحها. "أخذوه! أخذوه يا أستاذ!".

"مين اللي أخذه؟ وأخذوه وين؟"

"الشرطة! جو قبل ساعة وفتشوا الغرفة حقتنا وأخذوه على القسم! ويقولون كلام كبير أنا ماني فاهمة منه شي!". فجأة، قربت مني ومسكت ذراعي بقوة. يدها كانت ترجف بس قبضتها كانت قوية. "أنا مالي أحد أروح له غيرك. زوجي قبل ما ياخذونه ناظر فيني وقالي كلمة واحدة بس: 'الأستاذ كريم'. تكفى لازم تجي معاي القسم، أنا أخاف أروح لوحدي، وأنت الوحيد اللي ممكن يفهم كلامهم".

وقفت أفكر لثواني. الموقف كله غريب ومريب. بواب يُقبض عليه الفجر بتهمة غامضة؟ وزوجته تطلب مني أنا بالذات أروح معها؟ عقلي كان يقولي "لا تتدخل، هذي مشاكل أنت في غنى عنها". بس فيه شي ثاني كان يشدني. نظرتها. كانت نظرة يأس، بس تحت اليأس كان فيه شي ثاني... شي زي التحدي أو الرجاء الموجه لشخص معين. كانت تخليني أحس بإحساس غريب من المسؤولية.

زوجتي وقفت وراي وقالت بهمس: "روح معها يا كريم، شكلها متورطة ومسكينة".

كلمة زوجتي كانت هي القشة الأخيرة. هزيت راسي لفتحية وقلت بحزم: "طيب. روحي انتظري تحت عند مدخل العمارة، خمس دقايق وأكون عندك".

قفلت الباب وراها، ولقيت زوجتي تناظرني بقلق. "انتبه لنفسك".

"لا تشيلين هم، كلها ساعة زمن وأرجع". قلتها وأنا أحاول أبدو واثق، بس من جوه، كان عندي إحساس سيء جدًا. إحساس إن الليلة هذي ما راح تعدي على خير.

قد يعجبك أيضاً: قصة سكس مصرية لما قابلت صديقة أختي وكانت مفاجأة لا تُنسى

الجزء الثاني: مشوار الفجر

نزلت معاها للعمارة اللي كانت غرقانة في صمت تقيل ومريب. ركبنا سيارتي، وهي قعدت في الكرسي اللي جنبي، لأول مرة في حياتي. المسافة اللي بينا كانت عبارة عن عالمين مختلفين، عالمي أنا المهندس اللي ساكن في شقة تمليك وسيارتي ريحتها نظافة، وعالمها هي زوجة البواب اللي عايشة في غرفة تحت الدرج. بس في اللحظة هذي، في جوف الليل، كل الفروقات هذي كانت تذوب.

شغلت السيارة ومشيت. الطريق للقسم كان صامت في البداية، مفيش غير صوت بكاها المكتوم وصوت مكيف السيارة. كنت أحاول ألاقي أي كلام مناسب أقوله. "لا تشيلين هم"، كلها كانت تبدو جمل تافهة ومو في محلها.

فجأة، بكاها وقف. مسحت دموعها بطرف حجابها والتفتت لي. "أنا آسفة يا أستاذ كريم، أزعجتك في هالوقت".

"لا عادي يا فتحية، لا تقولين كذا. أهم شي الحين نعرف وش فيه سيد".

"أنت مرة طيب". قالتها بصوت هادي، وبصت فيني بنظرة غريبة، نظرة تقدير وإعجاب طولت زيادة عن اللزوم. "كل سكان العمارة يحترمونك. دايمًا سيد يقولي الأستاذ كريم رجال والنعم فيه، راعي أصول".

حسيت بشعور غريب بالغرور. كلامها، رغم بساطته، كان له تأثير.

كملت وهي تتكلم عن سيد، بس كلامها كان متلخبط. مرة تقول إنه "تضارب مع واحد"، ومرة تقول "يمكن عشان فلوس سلف". التناقض في كلامها بدأ يزرع فيني أول بذور الشك. بس كنت أقول لنفسي "مسكينة، أكيد مرتبكة من الصدمة".

قربت مني شوي، بحجة إنها تأشر على طريق. "من هنا، صح؟". يدها جت على ذراعي "بالغلط". كانت لمسة خفيفة وسريعة، بس خلتني أتنفض. سحبت يدها بسرعة وقالت "آسفة". بس أنا شفت في عيونها إنها ما كانت آسفة أبدًا.

وصلنا القسم. المبنى كان كئيب تحت أنوار الفجر الأولى. نزلنا ودخلنا. ريحة الدخان والقهوة المرة كانت مالية المكان. دخلت بصفتي "الأستاذ كريم" جارهم، وحاولت أفهم الحكاية من العسكري اللي كان قاعد زهقان على مكتبه.

بعد لف ودوران وبهدلة، وبعد ما حسيت إني ولا شي قدام سلطتهم، واحد من الأمناء بص في الأوراق اللي قدامه وبصلي بقرف وقالي: "جوزها ده متهم في قضية سرقة كبيرة في العمارة بتاعتكم. والأمر جاي من فوق".

"سرقة؟!" الكلمة نزلت على ودني زي الصاعقة. عم سيد؟ الراجل الطيب اللي بقاله عشرين سنة في العمارة، اللي يشيل أكياسنا ويفتح لنا الباب بابتسامته البسيطة؟ مستحيل.

"سرقة إيه بالضبط يا حضرة الأمين؟"

"ممنوع الكلام في تفاصيل التحقيق. قالولنا ما نقدر نشوفه ولا نعرف أي شي غير بكرة الصبح في النيابة".

طالعت في فتحية. توقعت أشوفها منهارة أو مصدومة من كلمة "سرقة". بس لقيتها واقفة ثابتة، وعيونها فيها نظرة غريبة، كأنها كانت متوقعة التهمة هذي بالضبط.

طلعنا من القسم زي ما دخلنا، ما فيه أي فايدة. اليأس كان باين على وجه فتحية، بس بكاها كان وقف تمامًا. وصلتها العمارة، وحسيت بالذنب إني ما قدرت أسوي لها شي.

قبل ما أطلع شقتي، وقفتني. "لازم تشرب فنجان شاهي يا أستاذ. وقفت جنبي وقفة رجال صدق".

كنت بأرفض، بس نظرة الرجاء اللي في عينها، اللي تحولت فجأة لنظرة فيها إصرار وتحدي، خلتني أوافق.

قالت وهي تفتح باب غرفتهم الصغيرة: "ما أبغاك تمشي وأنت شايل همنا. أبغاك تفهم القصة الحقيقية".

الجزء الثالث: القصة الحقيقية

دخلت معاها غرفة البواب وأنا أحس إني دخلت عالم ثاني. كانت غرفة صغيرة، يا دوب كنبة قديمة تتحول لسرير، وتلفزيون صغير فوق ثلاجة، ومطبخ تحضيري بسيط في الزاوية. بس رغم بساطتها، كانت نظيفة ومرتبة بشكل ملحوظ. كل شيء كان في مكانه، وفيه ريحة شاي بالنعناع هادية في الجو. المكان الصغير هذا كان فيه دفء وحياة أكثر من شقتي الفخمة والباردة فوق.

"اجلس يا أستاذ كريم، الشاهي ما راح ياخذ دقيقة". قالتها وهي تتحرك بثقة في مساحتها الصغيرة.

قعدت على طرف الكنبة وأنا أراقبها. فتحية اللي كانت واقفة قدام بابي من ساعة كانت امرأة منهارة وضعيفة. بس فتحية اللي قدامي الحين كانت شخص ثاني تمامًا. دموعها وقفت، وحركاتها صارت ثابتة ومدروسة. نظرة الخوف اللي كانت في عينها تحولت لنظرة فيها تحدي وذكاء غريب. كأنها ممثلة خلصت دورها في مشهد البكاء، ودخلت في المشهد اللي بعده.

جابت الشاهي وحطته قدامي على طاولة صغيرة. قعدت على كرسي قبالي، وبصت في عيني مباشرة.

"سيد مظلوم يا أستاذ كريم". قالتها بنبرة ما فيها أي تردد.

"أكيد يا فتحية، أنا ما شكيت لحظة. وبكرة الصبح بأكلم لك أكبر محامي في الرياض".

هزت راسها ببطء. "المحامي ما راح يعرف يسوي شي لوحده. الموضوع أكبر من كذا بكثير".

أخذت نفس عميق وكملت بصوت واطي كأنها خايفة الحيطان تسمعنا: "السرقة دي متلفقة. سيد اتلفقت له عشان يسكت. عشان هو يعرف... ويشوف. عشان عيونه ما تغفل عن أي شي يصير في العمارة هذي".

"يعرف إيش؟"

"يعرف أسرار الأستاذ منصور اللي ساكن في البنتهاوس. سيد كان معاه دفتر... دفتر أسود صغير ما يفارقه أبدًا. كان يكتب فيه كل شاردة وواردة. مين دخل، ومين خرج، ومواعيد الزيارات المشبوهة اللي تصير في نص الليل، وأرقام لوحات السيارات الغريبة اللي توقف عند العمارة. الدفتر هذا فيه خراب بيوت. وفيه براءة سيد".

حسيت بقشعريرة تمشي في ضهري. عم سيد، البواب البسيط، كان جهاز مخابرات صغير. "طيب فين الدفتر هذا؟ لازم نديه للشرطة فورًا. هذا دليل براءته".

ضحكت ضحكة ما فيها أي فرحة. "يا أستاذ كريم، أنت طيب. لو ودينا الدفتر للقسم، أول واحد بيعرف هو الأستاذ منصور. وعنده نفوذ يخلي الدفتر يختفي، وسيد يختفي وراه. الدفتر هذا لازم يوصل للي أكبر من القسم، للي ما يقدر منصور يوصلهم".

سكتت للحظة، وبعدين بصت في عيني وقالت الجملة اللي قلبت كياني: "سيد قبل ما الشرطة تاخذه، وهو طالع، بص لي وقالي كلمة واحدة بس: 'الدفتر أمانة عند الأستاذ كريم'".

قمت وقفت. "عندي أنا؟! عندي فين؟ أنا ما أعرف أي شي عن أي دفتر!".

قالت وهي لسه قاعدة مكانها بهدوء: "إيه عندك. عشان هذا المكان الوحيد اللي محدش هيفكر يدور فيه. مين بيتخيل إن البواب بيخبي أهم أسراره في شقة واحد من السكان؟"

"بس كيف حطه عندي؟ ومتى؟"

"تذكر الأسبوع اللي فات لما انقطعت الموية عن العمارة كلها؟ سيد طلع بنفسه للشقق كلها يكشف على المواسير. ودخل شقتك...".

كنت هتجنن. شقتي أنا؟ بيتي وعالمي الخاص بقى متورط في قضية زي هذي؟

شافت الصدمة والرفض على وجهي. مدت إيدها في صدرها وطلعت ورقة صغيرة، قديمة، ومتطبقة كذا مرة. فردتها بحذر وحطتها قدامي على الطاولة.

"سيد ما كان بيسيبك تدور على إبرة في كوم قش".

بصيت على الورقة. كانت رسم كروكي... خريطة... لشقتي أنا.

شفت رسم للصالة، وللمطبخ، ولغرفة نومي. وفي مكان معين في غرفة المكتب حقتي، ورا المكتبة الكبيرة، كان فيه علامة X.

رفعت عيني وبصيت لها وأنا مش قادر أستوعب، وهي قالت جملتها الأخيرة اللي خلتني أحس إني بطل في فيلم أنا ما اخترته:

"الدفتر هذا هو اللي بينقذ زوجي... أو بيدمرنا كلنا. والاختيار الحين اختيارك أنت".

الجزء الرابع: نقطة اللاعودة

كنت واقف في غرفة البواب الصغيرة، أطالع في الخريطة اللي قدامي على الطاولة. خريطة شقتي. بيتي. المكان اللي المفروض يكون ملاذي الآمن، تحول فجأة لمسرح جريمة محتمل. كل زاوية فيه، اللي كنت أعرفها وأرتاح لها، صارت الحين تبدو غريبة ومصدر تهديد.

رفعت راسي وطالعت في فتحية. كانت لسه تناظرني بنفس نظرتها الثابتة، نظرة فيها تحدي وانتظار. كأنها كانت عارفة الصراع اللي يدور في راسي.

"لا، مستحيل". قلت وأنا أرجع لورا خطوة. "هذي مو مشكلتي يا فتحية. أنا آسف للي حصل لسيد، ومستعد أساعد بمحامي وبأي شي قانوني. بس إني أدخل وأطلع دفاتر وأتورط مع ناس زي منصور... لا. عندي بيت وزوجة ومستقبل".

ما تغيرت ملامحها. قالت بهدوء: "أنا عارفة إنه طلب كبير. وسيد كان عارف. بس هو وثق فيك أنت بالذات".

"ليه أنا؟ وش معنى أنا؟"

"لأنه كان يشوفك. كان يشوفك وأنت تتعامل مع العمال، وأنت تتكلم مع الجيران. كان يقول 'الأستاذ كريم رجال وما يسكت عن الحق'. كان يؤمن إنك الوحيد في العمارة هذي اللي عندك الشجاعة الكافية إنك توقف في وجه الظلم، حتى لو كان بيكلفك كثير".

كلامها كان زي السم. كانت تلعب على وتر الشرف والرجولة، وكانت تعرف بالضبط وش تقول. الصمت طال في الغرفة الصغيرة، ما فيه غير صوت الثلاجة القديمة.

"أنا لازم أطلع شقتي". قلت بصوت جاف، وأخذت الخريطة من على الطاولة وحطيتها في جيبي بدون وعي مني. "بفكر في الموضوع".

"خذ وقتك". قالت وهي تقوم. "بس لا تتأخر كثير. لأنهم إذا ما لقوا الدفتر عند سيد، أول مكان بيدورون فيه هو هنا... وبعدها... بيجون يدورون عندك".

طلعت من عندها وأنا أحس إني شايل جبل على كتوفي. دخلت شقتي، وكان كل شيء هادي. زوجتي كانت نايمة بعمق في غرفة النوم. وقفت عند باب الغرفة أتأملها للحظة. نايمة في أمان، ما تدري إن فيه عاصفة على وشك تدمر عالمنا الصغير. الإحساس بالخطر على عائلتي كان أقوى من أي خوف على نفسي.

رحت لغرفة المكتب حقتي. المكان اللي أقضي فيه ساعات أشتغل وأرتاح. بس الحين، صار المكان هذا مصدر الرعب الأكبر. طالعت في المكتبة الضخمة اللي تملا حيطة كاملة. وين بالضبط؟

طلعت الورقة من جيبي وفردتها. علامة الـ X كانت واضحة. ورا الرف الثالث من تحت، في الزاوية اليمين.

بديت أطلع الكتب بحذر وبهدوء عشان ما أصحي زوجتي. كتب الهندسة الثقيلة اللي ما فتحتها من سنين. مع كل كتاب أشيله، كان قلبي يدق أسرع. بعد ما فضيت الرف كله، بديت أتحسس الخشب اللي وراه. كان فيه خشونة بسيطة في مكان معين. ضغطت عليها، ما صار شي. حاولت أدفها، أسحبها. ما فيه فايدة.

جلست على الأرض وأنا أحس بالإحباط. يمكن أنا قاعد أضيع وقتي. يمكن فتحية وزوجها متوهمين. يمكن لازم أرجع الخريطة لها وأقولها إني ما لقيت شي.

بس صورة وجه سيد وهو يسلم عليّ كل صباح، ووجه فتحية المنهار، ما كانت تفارق بالي. قمت مرة ثانية، وقررت أحاول آخر مرة. بدل ما أدف أو أسحب، جربت ألف قطعة الخشب الصغيرة هذي.

سمعت صوت "طقطقة" خفيفة، وتحرك جزء صغير من الخشب وكشف عن تجويف سري في الجدار.

مديت يدي المرتجفة جوه. لمست شي بارد وصلب. سحبته.

كان هو. دفتر أسود صغير، بغلاف جلدي قديم.

مسكته بيدي، وحسيت بثقله. مو ثقل الورق، ثقل الأسرار اللي جواه. فتحت أول صفحة. خط سيد كان مرتب ودقيق بشكل مدهش. ما كانت مجرد ملاحظات عابرة. كانت تقارير كاملة.

"الثلاثاء، ١٥ أغسطس، ٢:٣٠ الفجر. وصول سيارة مرسيدس سوداء، لوحة رقم xxx. نزول شخصين بملابس رسمية. دخلوا للعمارة مع الأستاذ منصور. بعد ساعة، خرجوا وهم شايلين شنطتين ما كانت معهم وهم داخلين".

قلبت الصفحات بسرعة. كل صفحة كانت أخطر من اللي قبلها. تواريخ، أرقام لوحات، أوصاف أشخاص، تفاصيل دقيقة لعمليات غسيل أموال وصفقات مشبوهة كانت تصير في شقة البنتهاوس فوق راسي وأنا ما عندي خبر. الدفتر هذا كان قنبلة موقوتة.

وأنا واقف في نص مكتبي، ماسك الدفتر بيدي، جوالي اهتز برسالة واتساب.

رقم غريب، مو مسجل عندي.

فتحت الرسالة. كانت صورة. صورة لي أنا، واقف في نفس مكاني هذا، في مكتبي، وباين إني ماسك دفتر أسود. الصورة كانت متاخدة من برا، من شباك مكتبي.

قلبي وقف.

تحت الصورة، كانت فيه رسالة قصيرة من كلمتين:

"شفناك. رجّعه".

الجزء الخامس: مطاردة الأشباح

في اللحظة اللي شفت فيها صورتي على شاشة جوالي، والرسالة اللي تحتها، حسيت بالهوا ينسحب من صدري. الجوال طاح من يدي المرتجفة على السجادة بدون ما أحس. صوت ارتطامه الخفيف كان زي صوت طلقة مسدس في صمت الغرفة. "شفناك. رجّعه". جملة بسيطة، بس كانت تحمل تهديدًا أكبر من أي كلام سمعته في حياتي.

جريت على شباك المكتب. بصيت بحذر من زاوية الستارة على الشارع المظلم تحت. فاضي. ما فيه غير سيارات الجيران اللي أعرفها، وضوء أعمدة الإنارة الأصفر الباهت. ما فيه أي أحد واقف، ما فيه أي حركة مريبة. وهذا اللي كان مرعب أكثر. الخطر اللي يراقبك وماتشوفه، أخطر ألف مرة من العدو اللي واقف قدامك.

رجعت لورا وأنا أحس بالبرودة تسري في جسمي. شقتي، مملكتي الخاصة، ما عادت مكان آمن. حسيت بعيون تراقبني من كل زاوية، من ورا الشبابيك، من المباني البعيدة، يمكن حتى من جوه بيتي نفسه. طالعت في الدفتر الأسود اللي لسه في يدي. قطعة الورق الصغيرة هذي صارت أثقل من حجر. كانت سبب كل اللي قاعد يصير.

عقلي كان في حالة حرب. ألف فكرة وفكرة تتصارع. الخيار الأول، والأسلم ظاهريًا، إني أسمع كلامهم. أرجّع الدفتر. بس أرجعه لمين؟ وفين؟ هل أتركه في أي مكان وأرسل لهم رسالة؟ هل أحرقه وأصور لهم إني حرقته؟ بس لو سويت كذا، وش يضمن لي إنهم يتركوني في حالي؟ وش يضمن لي إنهم ما يأذون سيد أو فتحية؟ ولو رجعته، بكون سلمت الدليل الوحيد اللي ممكن ينقذ رجال بريء، وبكون شاركت في جريمة إخفاء دليل.

الخيار الثاني، أروح للشرطة. أعطيهم الدفتر وأحكيلهم كل القصة. بس صورة الأمين اللي قابلته في القسم الصبح جات في بالي. نظرته اللا مبالية، وجملته "الأمر جاي من فوق". كلام فتحية كان صحيح. منصور، صاحب الشأن، نفوذه أكبر من مجرد ضابط في قسم شرطة. لو سلمت الدفتر، ممكن يختفي من غرفة الأدلة، وأنا أتحول من شاهد لمتهم في قضية أنا مالي فيها أي ناقة ولا جمل.

الخيار الثالث، والأكثر جنونًا... إني أكمل اللعبة مع فتحية. إني أثق في زوجة البواب اللي ما أعرف عنها شي، وأدخل في مواجهة مباشرة مع واحد من أقوى رجال الأعمال في البلد. كان خيار انتحاري. بس كان الخيار الوحيد اللي فيه فرصة لتحقيق العدالة. العدالة لسيد، والعدالة لأبوي.

ما عاد فيه وقت للتردد. كل دقيقة تمر، الخطر قاعد يقرب. مسكت الدفتر، وطلعت من شقتي بخطوات سريعة. نزلت على السلم وأنا أتلفت حولي، أحس بكل ظل يتحرك كأنه شخص يراقبني. وصلت غرفة البواب وخبطت خبطة خفيفة.

فتحت فتحية الباب بسرعة كأنها كانت تنتظرني. أول ما شافتني، وشافت الدفتر في يدي، لمعت عيونها. "لقيته".

"إيه، لقيته". دخلت وقفلت الباب وراي. وريتها الرسالة اللي جاتني على الجوال.

قرأت الرسالة ووجهها صار شاحب، بس ما بان عليها الخوف اللي توقعته. بالعكس، نظرتها صارت أصلب. "كنت عارفة إنهم بيتحركون بسرعة. الناس هذول ما يلعبون".

"وش نسوي الحين؟ هم يراقبوني، يراقبون بيتي. ممكن يدخلون عليّ في أي لحظة".

"ما راح يدخلون بيتك". قالت بحزم. "هم أذكى من كذا. ما يبغون يتركون أي أثر. هم يبغون يضغطون عليك نفسيًا لين تنهار وتسلمهم الدفتر بنفسك". بصت فيني. "بس إحنا بنكون أذكى منهم".

راحت لزاوية في الغرفة وشالت سجادة صلاة قديمة، ورفعت بلاطة كانت متخلخلة. طلعت من تحتها لابتوب قديم ومعه جهاز سكانر محمول.

"الدفتر هذا خطر طول ما هو نسخة ورقية وحيدة. لازم نسوي منه نسخ رقمية. الحين".

"هنا؟!"

"لا. هنا مو آمن. لازم نرجع شقتك".

"شقتي؟! إنتي مجنونة! أقولك إنهم يراقبونها!".

"بالضبط. هم يراقبونك وأنت طالع، ويراقبونك وأنت راجع. بس ما يدرون وش قاعد يصير جوه. شقتك هي المكان الوحيد اللي عندنا فيه فرصة نشتغل. لازم نكون أسرع منهم".

طلعنا من غرفتها وأنا شايل السكانر واللابتوب في كيس أسود، وهي شايلة الدفتر ومخبياه تحت عبايتها. كل خطوة نطلعها على السلم كانت زي الدهر. دخلنا شقتي، وقفلت الباب وراي وأنا أحس إن قلبي بيوقف.

رحنا للمكتب، وبدأنا الشغل. أنا أوصل الأجهزة، وهي تجهز الدفتر. كنا نشتغل في صمت تام، ما فيه غير صوت السكانر وهو يسحب الصفحات وحدة ورا الثانية، يحول أسرار سيد المكتوبة بالحبر لأسرار رقمية.

كنا في نص الشغل، وفجأة...

سمعنا صوت. صوت مفتاح يدخل في قفل باب شقتي الأمامي.

تجمدنا في مكاننا. طالعت في فتحية، ولقيت وجهها صار أبيض زي الشاش لأول مرة.

صوت القفل وهو يلف... وصوت الباب وهو ينفتح ببطء.

زوجتي مسافرة. ومحدش في العالم معه مفتاح شقتي غيري أنا وهي.

همست فتحية بصوت يرجف من الرعب: "منصور".

الجزء السادس والأخير: اللعبة الحقيقية

تجمدت في مكاني وأنا أسمع صوت المفتاح في قفل الباب. نظرت إلى فتحية، ولأول مرة منذ أن بدأت هذه الليلة المجنونة، رأيت الخوف الحقيقي في عينيها. لم يكن خوفًا من مجهول، بل خوفًا من شخص تعرفه جيدًا.

صوت الباب وهو ينفتح ببطء كان مثل صوت عد تنازلي لنهاية حياتي. لم يكن هناك وقت للهرب أو التفكير. كنا محاصرين في مكتبي، والدفتر الأسود الذي يحمل كل الأسرار كان لا يزال في جهاز السكانر.

وقفنا في صمت تام، ننتظر أن يظهر وجه "منصور" من خلف الباب.

دخل شخص إلى الشقة، وسمعنا صوت خطواته الهادئة على أرضية الصالة. ثم توقفت الخطوات. "كريم؟ أنت هنا يا حبيبي؟"

لم يكن صوت رجل. كان صوت زوجتي.

"رجعت بدري عشان أعملك مفاجأة!" قالتها بصوت عالي ومرح وهي تقترب من باب المكتب.

تحول الرعب من خطر الموت إلى رعب من نوع آخر... رعب الفضيحة. نظرت إلى فتحية، وهي نظرت إليّ. كنا في ورطة لا تقل خطورة عن الأولى. أنا وزوجة البواب، لوحدنا في مكتبي، الساعة تقترب من الخامسة فجرًا. لا يوجد تفسير منطقي أو بريء لهذا المشهد.

في جزء من الثانية، تحركت فتحية بسرعة وذكاء يحسد عليه. فصلت السكانر، وأخذت الدفتر والخريطة وأخفتهم تحت الكنبة في زاوية مظلمة، ثم أمسكت بإبريق الشاي الفارغ الذي كانت قد أعدته في غرفتها.

في تلك اللحظة، فتحت زوجتي باب المكتب. "كريم! أنت صاحي؟ و... مدام فتحية؟ خير؟!"

وقفت زوجتي وهي تنظر بيني وبين فتحية، وعلامات الاستفهام تملأ وجهها. قبل أن أنطق بأي كذبة غبية، سبقتني فتحية بصوتها المرتعش والمقنع:

"يا مدام، أنا آسفة جدًا على الإزعاج. بس سيد زوجي تعب فجأة واضطرينا نوديه المستشفى، والأستاذ كريم ما قصر، وقف معاي وقفة رجال. توني راجعة معاه، وكنت بسويله فنجان ينسون عشان يهدأ قبل ما يطلع شقته".

كانت كذبة عبقرية. ربطت كل الخيوط ببعضها: وجودي معها، التوقيت المتأخر، حالة الإرهاق والتوتر التي كانت واضحة على وجوهنا.

نظرت إليّ زوجتي بشفقة وقلق. "يا حبيبي! سلامته عم سيد. طب ما قلتليش ليه؟"

"ما حبيت أقلقك". قلت وأنا أشعر بالخزي من كذبتي.

قالت فتحية: "خلاص، أنا أستأذن الحين. شكرًا مرة ثانية يا أستاذ كريم". وخرجت بهدوء من الشقة.

نجونا. بأعجوبة.

بعد أن اطمأنت زوجتي وذهبت لتنام، لم أستطع النوم. بقيت مستيقظًا حتى الصباح، أفكر في ذكاء فتحية وقوتها، وفي الخطر الذي أصبح الآن مشتركًا بيننا. لم نعد مجرد جيران، لقد أصبحنا شركاء في سر خطير.

في الليلة التالية، وبعد أن تأكدت من أن زوجتي نائمة، نزلت بهدوء إلى غرفة البواب. كانت فتحية مستيقظة، وكأنها كانت تنتظرني. لم نتحدث عن الخطر أو عن منصور. الصمت كان كافيًا. لقد تجاوزنا مرحلة الكلام.

قالت بهمس وهي تنظر في عيني مباشرة: "اللي سويناه الليلة الماضية... كان مجرد البداية يا كريم".

اقتربت مني خطوة، والمسافة بيننا أصبحت شبه معدومة. رائحة الشاي بالنعناع اختلطت برائحة أخرى غامضة. لم تعد زوجة البواب الخائفة. لقد أصبحت شريكتي الوحيدة في هذه الحرب.

مدت يدها ببطء ولمست وجهي. "الليلة... لازم نكمل كلامنا... بس في مكان أهدى من هنا".

قد يعجبك أيضاً: قصة جنسية سعودية المحامية حقتي تطلب مني أراجع معها القضية في مكتبها بعد نص الليل

-- بوابة أخلاقية --

تنبيه للقارئ:

إلى هنا وتنتهي القصة عند حدود المقبول. ما سيحدث تاليًا يدخل في منطقة رمادية، حيث تتداخل علاقات الجيرة البريئة والمؤامرات الخطيرة بمشاعر معقدة بطريقة ممنوعة في مجتمعنا العربي وقد تتعارض مع قيمنا ومبادئنا التي تدعو للابتعاد عن الشبهات.

لأننا نحرص على تقديم محتوى يحترم هذه الحدود، ننصحك بشدة بالتوقف عن القراءة هنا.

نحن ندرك أن فضولك قد يدفعك لمعرفة ما يوجد في هذا الدفتر وماذا سيفعل "كريم"، ولكننا نؤكد أن ما سيتبع هو خيال درامي لا نشجع على محاكاته.

لمن يصر على إكمال القصة على مسؤوليته الشخصية، وفهم طبيعة العلاقة الجديدة والخطيرة التي بدأت تتشكل بين كريم وفتحية...

يمكنك متابعة الأحداث من الرابط أدناه

Zake
Zake
تعليقات