قصة جنسية سعودية المحامية حقتي تطلب مني أراجع معها القضية في مكتبها بعد نص الليل

قصة سكس مع المحامية

كانت الساعة وحدة بعد نص الليل. جالس في صالة بيتي الفاضية، محاط بأكوام من الأوراق اللي صارت جزء من ديكور المكان. عقود، كشوفات حساب، ومراسلات قانونية... كلها أدلة على انهيار حياتي المهنية. كل شيء بنيته في عشر سنين، شركتي الصغيرة اللي كانت تكبر يوم بعد يوم، كان على وشك يضيع مني بسبب خيانة شريك وثقت فيه. قضيتي كانت تنهار، وكل الأدلة ضدي. كنت على حافة اليأس، ومستقبلي كله يعتمد على جلسة المحكمة الأخيرة بعد يومين.

أملي الوحيد كان معلق بامرأة واحدة: محاميتي، الأستاذة نورة. امرأة ما تشبه أي امرأة عرفتها. ذكية بشكل لا يوصف، قوية كأنها ولدت في قاعات المحاكم، وعملية لدرجة تخليك تحس إنها روبوت على هيئة إنسان. في المحكمة، كانت تتحول لوحش قانوني، صوتها فخم، ونظراتها تخترق الخصم وتفكك حججه قطعة قطعة. علاقتي فيها كانت مهنية بحتة، باردة زي رخام مكتبها الفخم.

فجأة، جوالي هزّ على الطاولة وقطع صمت الليل. شفت الرقم، وتجمدت. كان رقمها هي. قلبي اتقبض. محامية زي نورة ما تتصل بموكّلها الساعة وحدة الفجر إلا لو فيه مصيبة أكبر من المصيبة اللي أنا فيها.

رديت بصوت حاولت أخليه عادي: "ألو، أستاذة نورة؟"

قد يعجبك أيضاً: قصة سكس عربية الموظفة اللي عندي تطلب مني أزورها في شقتها عشان أترجم لها أوراق

جا صوتها من الطرف الثاني، بس مكنش صوتها الحاسم المعتاد. كان همس... همس فيه نبرة غريبة من الإثارة والسرية. "وليد، اسمعني زين. لا تقاطعني".

"لقيتها".

حسيت بكهربا تسري في جسمي. "لقيتي إيش؟"

"الثغرة. الثغرة اللي بتنهي القضية هذي لصالحنا. اللي بتخليهم يرجعون لك كل ريال أخذوه منك، و فوقها بوسة". ضحكت ضحكة خفيفة، أول مرة أسمعها تضحك.

"بجد؟! وش هي؟ كيف؟"

"شي معقد، ومستند جديد وصلني قبل شوي. ما ينفع أشرحه بالتلفون. لازم تشوفه بنفسك ونرتب خطتنا". سكتت للحظة وكملت بنفس الهمس: "أنا قدمت طلب جلسة عاجلة. جلستنا بكرة الصبح، مو بعده".

"بكرة؟! كيف قدرتي؟!"

"هذي لعبتي. بس هذا معناه إنه لازم نتقابل الليلة. الحين. في مكتبي".

صمتت مرة ثانية، وكملت ببطء كأنها تتلذذ بكل كلمة: "المكتب بيكون فاضي تمامًا... وهادي. ونحتاج كل دقيقة عشان نجهز ضربتنا".

الطلب كان غريب ومريب. مكتبها؟ الحين؟ لوحدنا؟ عقلي كان يصرخ ويقول إن فيه شي غلط. هذا مو تصرف محامية محترفة. بس في وضعي هذا، كنت مستعد أتعلق بقشة. كنت مستعد أمشي في النار لو قالت لي إن في آخرها فيه فرصة نجاة.

صوتها رجع يهمس في ودني: "ها يا وليد؟ مستعد للمعركة الأخيرة؟"

في اللحظة هذي، ما كانت "الأستاذة نورة" المحامية. كانت مجرد "نورة". امرأة قوية وغامضة تعرض عليّ فرصة النجاة في نص الليل. حسيت بمزيج غريب من الخوف والإثارة. قلت لها وأنا أقوم من مكاني وأحس بالأدرينالين يجري في دمي: "ربع ساعة وأنا عندك".

قفلت الخط وأنا أحس بجرعة أدرينالين قوية تسري في دمي، طردت كل إحساس باليأس أو النعاس. ما عاد فيه وقت للتفكير. لبست أول شي جا قدامي، وطلعت من الشقة زي الصاروخ. شوارع الرياض في هالوقت كانت فاضية بشكل مهيب، أعمدة النور الصفرا راسمها خطوط طويلة على الأسفلت الفاضي. كنت أسوق بسرعة جنونية، وصوت فيروز الهادي اللي كان شغال في السيارة ما كان قادر يطفي النار اللي ولعت في راسي.

كل اللي كنت أفكر فيه هو صوتها. صوتها الهادي والواثق اللي تحول فجأة لهمس غامض ومثير. ليه تكلمني بالطريقة هذي؟ وليه في هالوقت بالذات؟ جملة "المكتب بيكون فاضي تمامًا" كانت ترن في أذني كأنها وعد وإعلان لشيء مجهول. عقلي، الجزء العقلاني فيني، كان يقولي إن هذي مجرد محامية متحمسة زيادة عن اللزوم لقضيتها. بس فيه جزء ثاني، جزء أعمق وأكثر بدائية، كان حاسس إن اللعبة أكبر من مجرد قضية.

وصلت للبرج اللي فيه مكتبها. في النهار، المكان هذا خلية نحل، كله محامين ورجال أعمال بسياراتهم الفخمة. بس في الليل، كان عبارة عن وحش زجاجي أسود وصامت، كأنه ناطحة سحاب مهجورة. لقيتها واقفة تنتظرني عند المدخل الرئيسي تحت النور الخافت حق اللوحة حقت البرج.

كانت مختلفة. لابسة نفس بدلتها الرسمية حقت الصباح، بس بدون الجاكيت، تاركة قميص حريري أبيض يظهر تفاصيل جسمها بشكل أنيق. وشعرها اللي دايمًا مرفوع بإحكام ومشدود لورى، كان مفكوك ونازل على كتوفها. التفصيلة الصغيرة هذي، تفصيلة شعرها، كانت كفيلة إنها تغير كل شيء. ما عادت "الأستاذة نورة" المحامية القاسية. كانت "نورة"، امرأة قوية وجميلة بشكل خطير.

"ما تأخرت". قالتها بابتسامة خفيفة أول ما قربت منها.

قد يعجبك أيضاً: قصة جنسية سعودية مُدرّبة الجيم تلغي حصتي وتقول "تعال البيت أعطيك درس خاص"

"ما أقدر أتأخر على أهم مكالمة جاتني من شهور". رديت وأنا أحاول أبدو واثق زيها.

دخلنا البرج الفاضي. صوت خطواتنا كان هو الصوت الوحيد اللي يتردد في بهو الرخام البارد. طلعنا بالمصعد للدور الأربعين في صمت تام. كنت واقف جنبها وأنا أحاول ما أتنفس بقوة. ريحة عطرها كانت قوية وهادية، تملأ المكان الصغير وتزيد من توتري. كنت أطالع في الأرقام اللي تنور فوق الباب، أحاول أتجنب أبص في المرايا العاكسة للمصعد، لأني كنت عارف إني لو بصيت، بلاقيها هي كمان تبص فيني.

بس ما قدرت أقاوم. رفعت عيني للمراية، وشفتها. كانت واقفة بهدوء، بس عيونها ما كانت على الأرقام. كانت مثبتة عليّ في الانعكاس. نظرتها ما كانت نظرة عادية، كانت نظرة تحليلية، كأنها تقيّم كل تفصيلة فيني. قوة، ضعف، خوف، طموح. حسيت إنها قاعدة تقرأني زي ما بتقرأ ملفات قضاياها. استمرت النظرة هذي لثواني حسيتها دهر، وبعدين ابتسمت بهدوء ولفت وجهها.

"دينغ". وصل المصعد. انفتح الباب على ممر طويل ومظلم، ما ينوره إلا أضواء الرياض البعيدة اللي داخلة من الشبابيك الضخمة في آخر الممر. مكاتب المحامين كانت عبارة عن أشباح صامتة.

مشت قدامي بخطوات واثقة، ووقفت عند باب مكتبها في آخر الممر. حطت يدها على مقبض الباب، بس ما فتحته. التفتت لي، وفي ضوء القمر اللي جاي من الشباك، كانت ملامحها جادة مرة ثانية.

قالت بصوت رجع له حدة المحامية: "اللي بتسمعه وتشوفه جوه... ما يطلع من الغرفة هذي أبدًا. مو بس عشان أسرار القضية. عشان أسراري أنا كمان. فاهم يا وليد؟"

"فاهم".

جاوبت بكلمة واحدة، حسيت إنها الكلمة الوحيدة الممكنة في الموقف هذا. كنت واقف قدام باب مكتبها، في الدور الأربعين، بعد نص الليل، وأحس إني على وشك أدخل عالم ثاني. مو بس مكتب محاماة، عالمها الخاص. عالم نورة.

ابتسمت ابتسامة خفيفة كأنها تقول "كنت عارفة إنك بتفهم". طلعت مفتاح الكتروني من جيبها ومررته على القارئ جنب الباب. سمعت صوت "كليك" هادي، وفتحت الباب ودخلت.

"تفضل يا وليد".

دخلت وراها، وأول شيء ضربني هو المنظر. مكتبها كان عالم ثاني فعلًا. واجهة زجاجية كاملة تطل على بانوراما خيالية لأضواء الرياض. كانت المدينة تحتنا زي بحر من النجوم الصناعية. الديكور كان مودرن وفاخر، بس فيه لمسة شخصية. جدران مليانة كتب قانونية ضخمة ومجلدة بالجلد الفاخر، وفي نفس الوقت، على الحيطة الثانية، كانت فيه لوحة فنية تجريدية ضخمة ألوانها جريئة. في الزاوية، كان فيه نظام صوتي راقي، شغال على مزيكا جاز هادية وناعمة. المكان كان يصرخ بالقوة والنجاح... والغموض.

"اجلس يا وليد". قالت وهي تأشر على كرسي جلد فاخر قدام مكتبها الضخم. رمت ملف أوراق سميك على سطح المكتب الزجاجي، وصدر منه صوت مكتوم.

قعدنا نشتغل. لمدة ساعة كاملة، رجعت "الأستاذة نورة" المحامية اللي أعرفها. كانت تشرح لي الثغرة اللي لقيتها بتركيز وذكاء حاد. كانت خطة قانونية جهنمية، تعتمد على تفصيل صغير جدًا في العقود اللي بينا وبين خصمي، تفصيل محد انتبه له قبل كذا. كانت خطة ممكن تقلب الطاولة على خصمي وتدمره بالكامل.

كل دقيقة كانت تمر، كان إعجابي بذكائها وقوتها يزيد. بديت أحس بالأمل يرجع لي لأول مرة من شهور. وبديت أحس بالراحة. يمكن أنا كنت أتوهم؟ يمكن كل الأجواء الغريبة والمكالمة المثيرة كانت مجرد حماس من محامية لقت حل لقضية مستعصية؟ يمكن الموضوع كله شغل في شغل.

"تمام". قالت فجأة وقفلت الملف بصوت حاسم. "كذا الخطة جاهزة للتنفيذ بكرة. بس العقل يحتاج يرتاح عشان يقدر يواجه معركة بكرة".

قامت من ورا مكتبها، وراحت لبار صغير كان مخفي في زاوية المكتب خلف قطعة ديكور خشبية. فتحته، وطلعت إزازة عصير تفاح فوار وكاسين رفيعين. رجعت وقعدت على الكنبة الجلد الفخمة اللي كانت جنب الشباك، وأشرت لي أجلس جنبها، مو على الكرسي المقابل اللي كنت قاعد عليه.

قمت بتردد وقعدت على طرف الكنبة الثاني، تارك مسافة بيننا. صبت العصير في الكاسين، ومدت لي واحد. أصابعها لمست أصابعي للحظة. كانت باردة.

"وليد..." قالت وهي تبص لي مباشرة، ونور المدينة منعكس في عيونها. "أنا أعرف كيف أكسب القضايا. شغلي كله إني أكسب. بس اللي أبغى أعرفه الحين... أنت وش تبغى؟"

"ما فهمت".

"أنت تبغى بس حقك يرجع لك؟ تبغى العدالة؟ ولا تبغى انتقام؟"

السؤال كان شخصي ومباشر زي الطلقة. كانت تبغى تعرف نوع الرجال اللي تتعامل معه. هل أنا مجرد ضحية تبغى حقها، ولا مقاتل يبغى يرد الصاع صاعين؟

جاوبتها بصراحة تامة، لأني حسيت إن الكذب معها مستحيل. "أبغى كل شيء خسّرني إياه يرجع لي. وأبغاه يندم على اليوم اللي فكر فيه يخونني".

ابتسمت ابتسامة خفيفة، بس هالمرة كانت ابتسامة رضا. "كويس. أنا ما أحب أشتغل مع الضعفاء".

قربت مني شوي على الكنبة، والمسافة اللي بينا صغرت. "عشان نكسب بالطريقة هذي، ونخليه يندم بجد، لازم نلعب لعبة وسخة شوي. خصمك عنده أسرار، أسرار برا الشغل، وأنا أعرف كيف أوصل لها. بس لو استخدمناها، ما راح نكسب القضية بس، راح ننهي مستقبله للأبد".

كانت تعرض عليّ صفقة مع الشيطان. النصر الكامل مقابل إني أتخلى عن مبادئي.

"أنا أقدر أسوي كل هذا... بس أبغى أعرف، هل أنت تستاهل إني أخاطر بسمعتي عشانك؟"

"وش تقصدين؟" سألتها وأنا أحس إن الغرفة بدأت تضيق عليّ.

"أقصد إن الولاء والثقة أهم من أي أتعاب. أنا لازم أضمن إنك بتكون معي للآخر... وفي أي شيء أطلبه منك".

قامت من مكانها، ومشت ببطء باتجاه مكتبها. فتحت درج مقفول بمفتاح وطلعت منه ملف ثاني. ملف أسود، رفيع، ما عليه أي كتابة. رجعت وقعدت، وحطت الملف الأسود على الطاولة بيننا.

صوت الملف وهو يلمس الطاولة الزجاجية كان الصوت الوحيد في الغرفة.

قالت وهي تأشر على الملف الأول حق القضية: "الثغرة القانونية اللي وريتك إياها... هذي خطة اللعب النظيفة. هذي بتكسبنا القضية".

بعدين، حطت يدها على الملف الأسود.

"بس الملف هذا... هو اللي بيجيب لنا الانتقام. مستعد تشوف اللعبة الحقيقية تبدأ إزاي؟"

كنت جالس على الكنبة الجلدية الفخمة في مكتبها، والكاس البارد في يدي يرجف. الإطلالة على أضواء الرياض من الدور الأربعين كانت ساحرة، بس أنا ما كنت أشوفها. كل تفكيري كان مركز على المرأة اللي جالسة جنبي، وعلى الملف الأسود اللي يفصل بيننا زي قنبلة موقوتة.

"اللعبة الحقيقية؟ وش تقصدين؟" سألتها وأنا أحاول أجمع شتات أفكاري.

ناظرت فيني بتمعن، كأنها تقيس مدى استعدادي للي جاي. "الثغرة القانونية اللي شرحتها لك... ممتازة. نقدر نكسب فيها القضية بعد شهور طويلة من الجلسات والاستئناف. راح يرجع لك جزء كبير من حقك، وهو بيطلع منها بخسائر معقولة". سكتت وشربت من كاسها. "هذا لو كنا نبغى نلعب بشرف".

"وإذا ما كنا نبغى نلعب بشرف؟" سألت، وحسيت طعم الكلمة غريب على لساني.

ابتسمت ابتسامة خفيفة. "إذا ما كنا نبغى نلعب بشرف... نخليه هو اللي يجينا راكع يترجانا ناخذ كل شيء ونسامحه".

حطت كاسها ومدت يدها للملف الأسود. "عشان تفهم، لازم تعرف أنا كيف أشتغل. أنا ما أؤمن بالعدالة اللي تجي من المحاكم وبس. أنا أؤمن بصناعة العدالة الخاصة فيني. خصمك، خالد... أنا أراقبه من ثلاث شهور. أعرف عنه أشياء هو نفسه ما يعرف إن أحد يعرفها".

فتحت الملف. ما كان فيه أوراق قضية. كان عبارة عن تقارير وصور. تقرير تحركات كامل، وين يروح، ومين يقابل. صور له في أماكن خاصة. تقرير نفسي يحلل شخصيته، نقاط ضعفه، مخاوفه، أكثر شيء يحبه، وأكثر شيء يكرهه.

"إنتي... إنتي جبتي كل هذا من وين؟!" قلت وأنا مصدوم من حجم المعلومات اللي قدامي.

"عندي مصادري الخاصة". قالت ببساطة. "خالد يبان قدام الناس إنه رجل أعمال ناجح ومثالي. بس في الحقيقة، هو مدمن. مدمن قمار".

كملت وهي تطلع صورة لخالد وهو جالس على طاولة بوكر في مكان يبدو إنه فيلا خاصة. "كل أسبوع، عنده لعبة بوكر سرية مع مجموعة من كبار رجال الأعمال. المخاطر فيها عالية جدًا، والمبالغ اللي يلعبون فيها فلكية. هو خسر كثير الفترة اللي فاتت، وعليه ديون ضخمة لناس أخطر منه بكثير. هذا هو سبب خيانته لك... كان محتاج سيولة بأي طريقة عشان يغطي خسائره".

"هذا هو سره. هذا هو وتره الحساس اللي بنلعب عليه".

كنت أسمعها وأنا أحس بمزيج من الاشمئزاز والإعجاب. هذي المرأة شيطان في صورة إنسان. ذكائها وقدرتها على الوصول للمعلومات كانت مرعبة.

"أنا ما طلبت منك كل هذا يا نورة. أنا طلبت محامية تدافع عني في المحكمة".

قربت مني، ونظرتها صارت شخصية جدًا. "وأنا ما أقبل بقضية إلا لو كنت مؤمنة فيها إيمان كامل. أنا شفت فيك شي يذكرني بنفسي زمان. شفت رجال انخان من أقرب الناس له، وشفت الظلم بعينه. أنا أكره الخونة يا وليد. وأكره أشوفهم ينتصرون".

صوتها كان فيه مرارة حقيقية. فهمت في اللحظة هذي إن الموضوع بالنسبة لها ما كان مجرد قضية عميل. كان انتقام شخصي بالوكالة.

قفلت الملف الأسود. "الخطة القانونية بتجيب لك حقك. بس الخطة هذي... بتجيب لك راسه على طبق من ذهب. القرار قرارك".

طالعت في الملف، وشفت قدامي صورة أبوي في خيالي وهو ينهار قدامي بسبب الخيانة. شفت سنين عمري وهي تضيع. شفت نظرة الشماتة في عين خالد آخر مرة شفته فيها.

قلت بصوت هادي وبارد: "كيف؟"

ابتسمت ابتسامة نصر. "خالد عنده لعبة بوكر خاصة بكرة بالليل. أكبر رجال الأعمال في الرياض بيكونون هناك".

راحت لمكتبها، وفتحت درج، وطلعت منه كرت دعوة أسود وأنيق. رجعت وحطته قدامي على الطاولة.

"وأنت... بتكون ضيف الشرف".

"استعد، لأنك بكرة بالليل مو بس بتلعب عشان تكسب فلوس... أنت بتلعب عشان تكسب حياتك من جديد".

طالعت في كرت الدعوة الأسود الأنيق اللي كان محطوط قدامي على الطاولة. كان مجرد قطعة ورق مقوى، بس حسيت بثقله كأنه طن. هذا الكرت ما كان دعوة لحفلة، كان دعوة لدخول عالم ثاني، عالم مظلم أنا على وشك أكون جزء منه. رفعت عيني وطالعت في نورة اللي كانت واقفة تناظرني بهدوء، كأنها جنرال يجهز جندي لأخطر معركة في حياته.

"أنا... أنا مو لاعب بوكر محترف". قلت بصوت حاولت أخليه ثابت. "وش المطلوب مني أسويه بالضبط؟"

ابتسمت ابتسامة خفيفة ورجعت قعدت قبالي. "أنا ما أحتاج لاعب بوكر يا وليد. أنا أحتاج ممثل. وأنت بتمثل دور رجل أعمال ناجح وثري، دخل اللعبة هذي بالصدفة عن طريق معرفة مشتركة".

فتحت الملف الأسود مرة ثانية. "الهدف مو إنك تكسب منه فلوس. الهدف إنك تقرب منه، تكسب ثقته، وتخليه يرتاح لك. الهدف هو إنك تزرع له هديتي الصغيرة".

مدت يدها وطلعت من الملف علبة قطيفة صغيرة. فتحتها قدامي. كان فيها أزرار أكمام (كبكات) رجالية، تصميمها كلاسيكي وفخم جدًا. بس واحد منها كان مختلف شوي.

"هذا مو مجرد كبكات". قالت وهي تمسك واحد منهم. "هذا جهاز تنصت عالي الدقة، مع نظام تتبع. بطاريته تشتغل ٧٢ ساعة متواصلة. صغير لدرجة مستحيل أحد يلاحظه".

"تبغيني أزرع جهاز تنصت على خالد؟!"

"أبغى أكثر من كذا". قالت وهي تطلع جهاز ثاني يشبه الشاحن المتنقل (Power Bank). "خالد مدمن على جواله، ما يتركه من يده أبدًا. في لحظة معينة في السهرة، وأنا متأكدة إنها بتجي، بيقوم من على الطاولة عشان يروح يكلم أو ياخذ مشروب. في اللحظة هذي، أنت عندك أقل من دقيقة. بتمد يدك وتاخذ جواله اللي على الطاولة، وتشبك فيه الجهاز هذا. الجهاز هذا ما يشحن... الجهاز هذا ينسخ كل البيانات اللي على جواله في أقل من ٤٥ ثانية. رسايله، صوره، جهات اتصاله، كل شي".

كنت أسمعها وأنا أحس بالهوا ينسحب من الغرفة. هذي مو خطة انتقام، هذي عملية استخباراتية كاملة.

"الخطة هذي مجنونة! مستحيل تنجح! ولو مسكوني؟"

"ما راح يمسكونك. لأنك بتكون جاهز". قالت بحزم. "الملف الأسود هذا فيه كل شي تحتاجه. أنا درست خالد لمدة ثلاث شهور. أعرف متى يعصب، متى يرتاح، متى يكذب في اللعب، نوع المشروب اللي يطلبه لما يكون خسران، أعرف حتى أسماء عياله. وأنت... لازم تعرف كل هذا بعد".

قضيت الساعتين اللي بعدها وأنا في جحيم. كانت نورة تختبرني. تسألني أسئلة دقيقة عن حياة خالد كأني داخل امتحان. "وش نقطة ضعفه الأكبر؟" "مين الشخص الوحيد اللي يثق فيه؟" "وش الكلمة اللي تخليه يعصب؟". كانت تحولني لنسخة ثانية من خالد، نسخة تعرف كيف تفكر وكيف تتصرف.

بعدها، بدأت تدربني على الأجهزة. كيف أتعامل مع جهاز النسخ، كيف أزرع جهاز التنصت في جيب جاكيته "بالصدفة" وأنا أسلم عليه. كل حركة كانت محسوبة بالمللي. حسيت إنها ما عادت محامية، كانت مدربة عمليات خاصة، وأنا كنت المجند الجديد حقها. العلاقة اللي بيننا صارت أغرب وأعمق من أي شي تخيلته. ما كانت علاقة رجل بامرأة، كانت علاقة صانع بآلته.

مع خيوط الفجر الأولى اللي بدأت تظهر من ورا قزاز المكتب، قفلت نورة الملف. "كذا يكفي لليلة". قالت وهي تقوم. "روح بيتك الحين، حاول تنام. وبكرة العصر، السواق بيجيب لك بدلة جديدة ومبلغ كاش عشان تدخل فيه اللعبة".

وقفت وأنا أحس بإرهاق عقلي وجسدي. مشيت ناحية الباب، وقبل ما أطلع، وقفتني.

"وليد".

التفت لها.

"أنا أثق فيك. لا تخذلني".

خرجت من مكتبها ورجعت لسيارتي وأنا أحس إني شخص ثاني. وليد، رجل الأعمال المكسور، مات الليلة. واللي انولد مكانه كان شخص ثاني، شخص غريب، داخل لعبة أكبر منه، ومستعد يسوي أي شي عشان ينتقم.

اليوم اللي بعده مر عليّ كأنه ضباب. ما قدرت أنام ولا آكل. كل اللي سويته إني حبست نفسي في مكتبي، وقدامي الملف الأسود حق نورة. كنت أقرأ وأحفظ، مو بس بعقلي، كنت أحاول أحس وأفكر زي "خالد". درست نقاط ضعفه، طريقة كلامه، حتى أنواع النكت اللي تضحكه. كنت أتحول من "وليد" الضحية إلى "صياد" يعرف فريسته زين.

العصر، وصلني صندوق أسود أنيق من السواق. جواته كانت بدلة "أرماني" مفصلة على قياسي بالضبط، ساعة "رولكس" ثقيلة، ومبلغ كاش ضخم يخلي أكبر مقامر يحس بالثقة. كانت عدة الشغل حقتي. لبست البدلة، ووقفت قدام المراية. للحظة، ما عرفت الرجال اللي أشوفه. ما كان أنا. كان شخص ثاني، شخص بارد، عيونه فيها لمعة خطيرة. شخص صنعته نورة.

حطيت سماعة الأذن الصغيرة اللي ما تنشاف في أذني اليمين. ضغطت عليها ضغطة خفيفة، وسمعت صوتها فجأة، واضح ونقي كأنها واقفة جنبي.

"تسمعني يا وليد؟"

"أسمعك".

"زين. اللعبة بدأت. لا ترتبك... وأهم شي، لا تخيب ظني".

وصلت الفيلا اللي فيها اللعبة. كانت في حي من أرقى أحياء الرياض. موسيقى هادية ودخان سيجار يملأ المكان. دخلت بثقة مصطنعة، وقدمت نفسي بالاسم الوهمي اللي اتفقنا عليه. باسم، رجل أعمال جاي من دبي. استقبلني خالد بترحيب حار، ما كان شاك في أي شي.

الطاولة كانت مليانة بوجوه أعرفها من مجلات المال والأعمال. كلهم كانوا يضحكون ويلعبون بمبالغ فلكية كأنهم يلعبون "مونوبولي". قعدت على الطاولة، وبدأت اللعبة.

كنت أنفذ الخطة بحذافيرها. صوت نورة كان يوجهني في أذني مع كل حركة. "الحين ارفع المبلغ... لا، الحين انسحب... اضحك على نكتته... اسأله عن مشروعهم الجديد". كانت تحركني زي قطعة الشطرنج.

خسرت أول يدين بمبالغ كبيرة عن قصد. شفت نظرة الرضا والغرور في عين خالد. بدأ يرتاح لي، يشوفني مجرد ثري جديد ساذج ومصدر فلوس سهل.

بعد حوالي ساعة، جات اللحظة المنتظرة. خسر خالد مبلغ كبير في يد ضد واحد ثاني. توتر، وطلب نفس المشروب اللي نورة قالت لي إنه يطلبه لما يكون مضغوط. وقام من مكانه عشان يروح للبار.

صوت نورة جا في أذني حاسم وبارد: "الحين يا وليد. عندك ٤٥ ثانية".

قلبي كان يدق بعنف، بس يدي كانت ثابتة. بهدوء، سحبت جواله اللي كان على الطاولة، وفي نفس اللحظة طلعت جهاز النسخ من جيبي. وصلته. شفت النور الصغير حق الجهاز ينور ويطفي بسرعة، يشفط حياة خالد الرقمية كلها. كانت أطول ٤٥ ثانية في حياتي.

خلص النسخ. فصلت الجهاز، ورجعت جواله مكانه قبل ما يرجع بثانيتين.

قعد خالد وهو متوتر وما لاحظ أي شي. كملنا لعب. في اليد اللي بعدها، وبناءً على توجيهات نورة وتحليلها لشخصيته، هزمت خالد هزيمة ساحقة وكسبت كل فلوسه اللي على الطاولة.

قمت من مكاني بهدوء. "كانت ليلة ممتعة يا شباب". قلت وأنا أجمع الفلوس. بصيت لخالد اللي كان يناظرني بصدمة وكره. "حظ أوفر المرة الجاية".

طلعت من الفيلا وأنا أحس إني فوق السحاب. إحساس القوة والانتقام كان شعور ما ذقته في حياتي.

رجعت مكتبي أنا ونورة في نفس الليلة. حطيت جهاز النسخ على طاولتها.

"أخذت كل شي".

ابتسمت ابتسامة نصر حقيقية لأول مرة أشوفها. "عارفة. كنت أراقبك من كاميرات الفيلا".

فتحت اللابتوب ووصلت الجهاز. ظهرت قدامنا كل أسرار خالد. رسايله، صوره، تحويلاته البنكية المشبوهة... كل شي.

بصت فيني وقالت: "الحين، نقدر ننهيه".

بس وأنا أطالع في الشاشة، وفي بحر الأسرار اللي قدامي، ما حسيت بالفرحة. حسيت بالخوف. الخوف من اللي أنا صرت عليه، والخوف من المرأة اللي قاعدة جنبي.

رفعت عيني من على الشاشة، وطاحت عيني على ملف أسود ثاني كان على طرف مكتبها. نفس شكل الملف اللي كان فيه أسرار خالد. بس كان عليه اسم ثاني.

اسمي أنا. **وليد**.

ناظرت فيها وأنا مصدوم، وهي ابتسمت وقالت: "كل لعبة ليها مستويات يا وليد. وأنت... لسه في المستوى الأول".

-- بوابة أخلاقية --

تنبيه للقارئ:

إلى هنا وتنتهي القصة عند حدود المقبول. ما سيحدث تاليًا يدخل في منطقة رمادية، حيث تتداخل العلاقات المهنية بالانتقام والمؤامرات بطريقة ممنوعة في مجتمعنا العربي وقد تتعارض مع قيمنا ومبادئنا.

لأننا نحرص على تقديم محتوى يحترم هذه الحدود، ننصحك بشدة بالتوقف عن القراءة هنا.

نحن ندرك أن فضولك قد يدفعك لمعرفة عواقب هذا القرار المصيري، ولكننا نؤكد أن ما سيتبع هو خيال درامي لا نشجع على محاكاته.

لمن يصر على إكمال القصة على مسؤوليته الشخصية، وفهم طبيعة العقد الذي وقعه وليد والثمن الذي سيدفعه...

يمكنك متابعة الأحداث من الرابط أدناه

Zake
Zake
تعليقات