الجزء الأول: الكابتن التي لا ترحم
"كابتن مها". مجرد ما تسمع الاسم هذا في النادي، كل الاجسام تتشنج. كانت أسطورة. امرأة في الثلاثينات، قوية، ملامحها حادة، وجسمها منحوت كأنه من صخر. ما تضحك، ما تجامل، وما تعرف كلمة "ما أقدر". صار لي أتمرن معها ستة شهور، حولتني من شخص عادي إلى وحش. علاقتنا كانت واضحة ومحددة: هي القائد الآمر، وأنا الجندي المطيع. ما فيه أي كلمة خارج حدود التمرين والأوزان.
اليوم كان موعد حصتنا. وصلت النادي وكلي حماس، بس لقيت رسالة واتساب منها وصلت قبل دقايق: "ياسر، حصتك اليوم ملغية. عندي ظرف طارئ".
انقبض قلبي. كنت معتمد على التمرين هذا عشان أفك ضغط أسبوع كامل من الشغل. رديت بأدب: "تمام كابتن، حصل خير". وبعدها بدقيقتين، جت رسالة ثانية هزت كل شيء كنت اعرفه عنها.
قد يعجبك أيضاً: قصة جنسية سعودية زوجة رفيقي تتصل فيني الفجر وتقول إنها خايفة وتسمع أصوات
الجزء الثاني: الدعوة الخاصة
الرسالة الثانية كانت: "بس عشان ما أخرب لك جدولك، لو يناسبك، تعال البيت عندي أعطيك درس خاص يعوضك. برسل لك الموقع".
قرأت الرسالة مرة، ومرتين، وعشر. كابتن مها؟ تعزمني بيتها؟ عشان "درس خاص"؟ الكلمات كانت ترن في راسي بمعاني كثيرة ومختلفة. هذي مو طبيعتها أبدًا. هذي الإنسانة اللي مرة هزأتني لأني سألتها عن إجازتها. هل هذا اختبار؟ مقلب؟ ولا شيء ثاني؟
فضولي كان أقوى من ترددي. جزء مني كان يبغى يفك لغز شخصيتها الحديدية، والجزء الثاني كان ميت من الخوف. قلت لنفسي "يمكن عندها نادي رياضي صغير في بيتها". رديت بكلمة واحدة: "تمام".
قد يعجبك أيضاً: قصة سكس مصرية اللي حدث بيني وبين مديري في رحلة العمل
الجزء الثالث: عالم آخر
الموقع كان في برج سكني فخم على طريق الملك فهد. طلعت لشقتها وأنا أحس إني رايح مقابلة أهم من أي مقابلة في حياتي. فتحت الباب، وللحظة حسيت إني غلطان في العنوان.
اللي فتحت الباب ما كانت "كابتن مها". كانت "مها". بدون ملابس الرياضة المشدودة، كانت لابسة فستان بيت أسود ناعم وبسيط. شعرها كان مفكوك ونازل على كتوفها، وبدون أي مكياج. كانت جميلة بطريقة هادية ومختلفة تمامًا عن قوتها في النادي.
"أهلًا ياسر، تفضل". قالتها بصوت أنعم بكثير من اللي تعودت عليه.
شقتها كانت انعكاس لشخصيتها الجديدة. ما فيه أي أجهزة رياضية، ما فيه صور أبطال كمال أجسام. الشقة كانت أنيقة، مليانة كتب، لوحات فنية، وفيها بيانو أسود كبير في الزاوية. دخلت وأنا لابس شورت وتيشيرت تمرين، وحسيت إني نشاز في هالمكان الراقي.
الجزء الرابع: درس من نوع آخر
قلت بارتباك: "وين نتمرن؟ ما فيه أي أجهزة هنا".
ضحكت ضحكة خفيفة لأول مرة أسمعها. "ما راح نتمرن اليوم يا ياسر. درس اليوم نظري".
جلستني على كنبة مريحة، وجابت لنا عصير اخضر صحي. جلست قبالي وقالت: "أنت وصلت لمرحلة ممتازة في قوتك الجسدية. بس الجسم مجرد أداة. القوة الحقيقية تبدأ من هنا". وأشرت على راسها.
بدأت تتكلم. عن التحكم في العقل، عن الانضباط النفسي، عن كيف تحول نقاط ضعفك لمصدر قوة. كلامها كان عميق وخطير. كانت تفصّل شخصيتي قدامي، تحلل مخاوفي وطموحاتي اللي ما عمري تكلمت عنها مع أحد. كانت كأنها تقرأني زي الكتاب المفتوح. كنت مبهور ومذعور في نفس الوقت.
الجزء الخامس: كسر الحواجز
بعد ساعة من الكلام اللي غيّر طريقة تفكيري، سألتني فجأة: "أنت ليه بديت تتمرن من الأساس يا ياسر؟ وش الشيء اللي كنت تهرب منه؟"
السؤال صدمني. ترددت، بس حسيت إني ما أقدر أكذب عليها. تكلمت. عن إحساسي بالضعف، عن عدم ثقتي بنفسي. ولأول مرة، هي شاركتني شي شخصي. حكت لي عن تجربة صعبة مرت فيها، وكيف بنت قوتها بنفسها من تحت الصفر.
في لحظة، الحاجز الجليدي اللي كان بيننا ذاب تمامًا. ما صارت المدربة والعميل. صرنا شخصين يتكلمون بصدق تام.
قالت: "عشان تتحكم في حياتك، لازم تتحكم في جسدك أول". قامت ووقفت وراي عشان تشرح لي نقطة عن استقامة الظهر والثقة. حطت يدها على كتفي عشان تعدل جلستي. يدها كانت احترافية، بس لمستها في صمت الشقة كان لها أثر ثاني تمامًا. كانت قريبة مني، لدرجة إني كنت أشم ريحة عطرها الهادي وأحس بحرارة أنفاسها.
الجزء السادس: الملف
"الدرس" انتهى. قمت وأنا أحس إني شخص ثاني. عقلي كان مرتب، وأهدافي صارت أوضح. شكرتها من كل قلبي. "شكرًا يا مها. هذا كان أهم درس في حياتي".
وأنا متجه للباب، وقفتني. "لحظة يا ياسر. فيه شيء لازم تشوفه قبل ما تمشي".
راحت لمكتبة الكتب الكبيرة، وسحبت ملف أسود رفيع ورجعت. مدت الملف لي وقالت: "هذا هو 'الدرس الخاص' الحقيقي".
فتحت الملف وأنا مستغرب.
ما كان فيه خطط تمارين أو جداول أكل.
كان فيه صور. صوري أنا. صور لي في النادي وأنا أتعب. صور لي وأنا طالع من دوامي. صور لسيارتي. وتحت كل صورة، ملاحظات دقيقة مكتوبة بخط يدها عن عاداتي، نقاط قوتي، نقاط ضعفي. ملف كامل عن حياتي.
الجزء السابع: العرض
رفعت راسي وأنا مصدوم، لساني انربط. "وش... وش هذا؟! ليه تراقبيني؟"
نظرتها كانت هادية وباردة، ما فيها أي تفسير. "أنا ما أدرب أي أحد يا ياسر. أنا أختار 'مشاريعي' بعناية. وأنت مشروعي الجديد".
قربت مني خطوة وقالت بصوت واثق: "اللي شفته فيك مو مجرد واحد يبغى يبني عضلات. اللي شفته فيك هو إمكانات مدفونة. ذكاء، طموح، وقدرة على التحمل. بس كلها محبوسة جوه إطار الخوف والتردد. أنا أقدر أحررها".
"شغلي الحقيقي مو في النادي. أنا أجهز ناس معينين... لمهمات معينة. والدرس اليوم كان مجرد اختبار أخير. وأنت نجحت فيه بامتياز".
ما قدرت أستوعب كلامها. هل هي تشتغل مع جهة أمنية؟ شركة عالمية؟ عصابة؟
مسكت الملف بيدي اللي كانت ترجف، وهي كملت كلامها اللي نزل عليّ زي الصاعقة، وقدمت لي عرضها الأخير:
"الملف اللي في يدك هذا مجرد مقدمة. لو تبغى تشوف باقي مستقبلك... الدرس الجاي بيكون في مكان ثاني. وش قلت؟"
أخي القارئ، أختي القارئة،
لقد وصلت معنا إلى لحظة حرجة في هذه الحكاية، لحظة يقف فيها بطل القصة على حافة الدخول في عالم غامض وخطير، أكبر بكثير من مجرد تمارين رياضية. ما سيحدث بعد هذا العرض هو منعطف سيغير حياته للأبد.
لأننا نحرص على تقديم محتوى لا يخدش المبادئ، فإننا ننصحك ونرجو منك أن تعتبر القصة قد انتهت عند هذا الحد.
نحن ندرك أن التشويق والفضول قد يكونان أقوى من النصيحة، وأنك ترغب في معرفة طبيعة هذا العرض الغامض. القرار يعود لك.
لمن يصر على إكمال القصة وفهم العالم السري الذي توشك "مها" على كشفه، يمكنك متابعة الأحداث من الرابط أدناه على مسؤوليتك الكاملة.