فصل 1: اتصال يغيّر الويكند
أنا أسامة، 30 سنة، من سكان الرياض، أشتغل في مجال التصوير وصناعة المحتوى. الخميس العصر كنت أرتّب شنطة التخييم، عندي خطة أطلع البر مع الشباب، نغير جو عن زحمة الأسبوع. فجأة جوالي يرن، اسم "هند" يطلع على الشاشة.
ردّيت وأنا أضحك: هلا بالناقدة الفنية.
قالت بنبرة فيها تعب لطيف: "وش خطتك للويكند؟ سمعت إنكم ناوين تطلعون للنفود."
قلت: "أي، لكن يمكن الشباب يلغون. اثنين منهم عندهم شغل طارئ."
سكتت شوي وقالت: "طيب… لو طلعنا أنا وإنت؟ أحتاج هوا نظيف، أبعد عن المدينة."
قلبي قال جملة قبل لساني: وش السالفة؟ أنا وهند لحالنا؟
قلت وأنا أمزح: "يعني رحلة تخييم اللي مافيها أحد غيرنا؟"
ضحكت: "لا تقلبها عنوان كليك بيت. أبي بر، نار، سماء، هدوء… وبس."
فصل 2: تجهيزات على السريع
عقلي يشتغل على خطين: خط الذكريات الجميلة مع هند، وخط الحذر الطبيعي. قلت: "تمام. بس نحط قواعدنا من البداية."
قالت: "أنا قدّك. الاحترام أولاً، ورحلة بدون تعقيد."
كتبت لها اللوكيشن المقترح: منطقة بين الكثبان قريبة من طريق، ما هي بعيدة بزيادة ولا قريبة لدرجة الإزعاج. بدأت أجهّز: الخيمة، العواكس، الفحم، المقطورة الصغيرة، جهاز تتبّع، لوح طاقة، ثلاجة صغيرة، وحقيبة إسعافات.
فصل 3: ليه القصة توحي إنها للكبار؟
أعرف إن العنوان لحاله يغري القارئ: "محد غيرنا"، البر، ليل، خيمة وحدة. بس ترى الحياة أكبر من الظنون. نقدر نخدع التوقعات ونكسب احترام القارئ. وهذه كانت نية هند من أول مكالمة: "خل نعطي الناس قصة رومانسية سعودية طويلة، بس نظيفة… ونشدّهم بالتشويق والغموض."
قلت لها وأنا أحمّل الأغراض: "طيب، بس لا تحرقين الحبكة."
قالت: "الحبكة عندك. أنا عليّي كيك القهوة."
فصل 4: الطريق للنفود
طلعنا المغرب. شوارع الرياض تهدأ تدريجيًا، والسماء تاخذ لون بنفسجي مائل للرمادي. هند جنبّي، شاليتها على كتفها، ماسكة كوب قهوة ورق. قالت: "تعرف أني طفشت من شاشات المدينة؟ صوت المكيف أحسّه صار يكلمني."
ضحكت: "اليوم بداله صوت الهواء."
هي رمقتني: "والصمت… لا تنسى الصمت."
شغلت بلاي ليست خفيفة، وبدينا نحكي قصص عن رحلات مدرسية قديمة، وعن مخيمات شتوية ما تنسى.
بالطريق، شفت شاحنة صيانة مكيفات تمشي جنبنا، هند قالت: "تتذكر قصة سلمان وضحى؟"
قلت: "إي، بس لا تجيبين المكيف، خلوكِ على النار والدلّة."
فصل 5: أول نظرة للموقع
وصلنا قبل العشاء بشوي. اخترت عرق رملي بسيط يحمي من الهواء، وبعيد عن مجرى السيل. وقفنا السيارة، نزلنا الأغراض.
وقفت هند تعدّ النجوم: "هنا؟"
قلت: "هنا."
بدأنا نصبّ الخيمة. هند تمد الأوتاد، وأنا أشدّ الحبال. الجو كان هادي، والسماء مكشوفة، ولون الرمل في الليل يصير أقرب للذهبي الغامق.
قالت بنبرة مزح: "ترى أنا ما أقدر أنام إذا الجو حار."
قلت: "رحلتنا شتوية. لو بردتي عندنا بطانيات زيادة."
رفعت حاجبها: "بطانيات… جمع؟"
ضحكت: "لا تشغّلين خيالك، كل شي محسوب وحدوده واضحة."
فصل 6: نار ومهيب بداية عادية
ولّعت النار. حطّيت دلة القهوة، والهيل يطلع ريحته. هند قاعدة قريبة من النار بس محافظة على مسافة مريحة.
قالت: "في ناس يظنون أي قصة رجل وامرأة لحالهم لازم تصير قصة للكبار. بس يمكن الكبير الحقيقي هو اللي يعرف يوقف مكانه."
قلت: "كلام كبير، من هند الكبيرة."
هي قطعت قطعة تمر، وقالت: "نخدعهم بالعناوين… ونكسبهم بالجوهر."
هزّيت راسي: "اتفقنا."
فصل 7: ملامح غريبة في الرمل
بعد العشاء، أخذت الكشاف، وأبعدت شوي أتأكد من محيط المخيم. شفت أثر كفرات قديمة، مو أثرنا، تميل جهة العرق الثاني. فيه أثر جديد نسبياً، لكن مو اليوم. رجعت، شرحت لهند: "شكل فيه ناس جوا هنا الأيام الماضية."
قالت: "طبيعي، البر للجميع."
قلت: "طبيعي، بس خلنا نركب حساس حركة بسيط على طرف الخيمة."
ركّبته على يد الخيمة، يوصل للجوال. وجّهت كاميرا صغيرة للسيارة. الاحتياط واجب.
فصل 8: أول ليلة… أول علامة
الريح اشتدت شوي. أصوات الرمل وقشّة النايلون تعزف لحن البر. هند قالت وهي تراقب النار: "عندي شعور إنه المكان له قصة."
قلت: "كل مكان له قصة… انتِ بس تحتاجين تسمعين."
قبل ما ننام، لمحت قصاصة ورق صغيرة قريبة من جذع شجرة طايحة، كأنها جاية من كراسة. أخذتها. مكتوب بخط يد: "إذا قريت هذا السطر، فالليل بيصير أطول."
هند قربت: "وش ذا؟"
قلت: "يمكن واحد يتفلسف قبلنا. خليها في الجيب… يمكن نلقى شي متعلق."
فصل 9: الخيمة وحدّنا
داخل الخيمة، فرشنا فرشين منفصلين، كل واحد له بطانيته ووسادته. هند علقت: "ترى أنا نومي خفيف."
قلت: "وأنا نومي محايد. إذا سمعتي قرقعة، مو أنا. يمكن جني صغير يبغى قهوة."
ضحكت، وبعدها ساد الصمت.
الجو بارد، لكن دافي بطريقة ثانية… بطريقة فيها راحة. ثانية، حسيت بشي خفيف يلمس يد الخيمة… صفير هوا؟ ولا أحد؟
الجوال يهتز: إشعار حساس الحركة. طلعت برا، ما فيه شي إلا أثر حيوان بري صغير مبتعد. رجعت وقلت لهند: "ثعلب شكله."
قالت: "مسكين يدور رزقه."
فصل 10: صباح يشبه وعد
شروق الشمس في البر ما يشبه شيء. لون وردي على الأفق، وبرودة لطيفة، وصوت بعيد لعصفور ما أدري من وين جاء. هند تطالع السماء وهي ماسكة كوب شاي: "الأمس كان طويل… بس أحلى من أي يوم في المدينة."
قلت: "اليوم أطول."
بعد الفطور، قررنا نستكشف محيط المخيم. لقيت صندوق خشب صغير مدفون نصفه بالرمل، كأنه جيوقاش، وعليه شعار سهم. فتحته. جوّاه ورقة ثانية: "أكمل طريقك غرب، تلقى الجواب."
هند قالت: "يا ساتر! لعبة ألغاز؟"
قلت: "أحسها فكرة واحد يصنع محتوى ويبي يشدنا."
قالت: "وإحنا… نشدّه بالعكس."
فصل 11: غرب… لكن بشروط
مشينا عشر دقايق اتجاه الغرب، كشاف باليد، وجهاز تحديد المواقع في جيبي. لقينا علامة على حجر صغيرة: نجمة. جنبها حروف "H+O".
ضحىّت هند: "H+O؟ يعني هند وأسامة؟"
ابتسمت بس سكت، قلبي دقّ.
قالت وهي تضحك: "أكيد صدفة. يمكن H = Hunt و O = Objective."
قلت: "ولا Hydrogen + Oxygen… ماء وحياة."
شعرت للحظة إن اللي عبث بالمكان يعرفنا. بس كيف؟
فصل 12: صوت من بعيد
رجعنا للمخيم. قاعد نعدّل الحطب، سمعنا دقّة خفيفة جهة السيارة. ركضت، شفت بطاقة بلاستيكية على المسّاحة. عليها QR.
هند: "لا تمسحها بالجوال، يمكن رابط خبيث."
قلت: "معك حق."
صورتها بكاميرا ثانية، وسويت مسح آمن على اللابتوب الصغير. طلعت صفحة HTML محلية، ما تحتاج نت، فيها نص: "إذا تبغى تعرف السر، انتظر المغرب عند العرق العالي."
هند تحاول تقرأ وجهي: "نروح؟"
قلت: "نروح… لكن ما نمشي عمياني."
فصل 13: تجهيز فخ بسيط
قررت أخلّي خرطوم ماء تحت الرمل مقابل الخيمة، متصل بجالون ماء، وإذا أحد وقف هناك، ينضغط الجالون وتطلع نفثة ماء تكشف الأثر. حركة بسيطة تخلي أي متلصص يبيّن.
هند قالت: "فيك روح طفل."
قلت: "وفيك عقل محققة."
جهزنا المكان، وركبنا على السيارة ولفّينا مسافة صغيرة، ثم رجعنا من طريق ثاني، عشان لو أحد يراقب يحوس.
فصل 14: العرق العالي
الشمس نزلت، واللون البرتقالي مسك الكثبان. وصلنا العرق العالي، وقفنا فوقه. الهواء هنا أقوى، والصمت أثقل. فجأة، ضوء صغير يلمع بعيد، كأنه من عاكس سيارة.
هند: "تشوف؟"
قلت: "أشوف."
نزلنا شوي، سمعنا خشّة خطوات على الرمل جهة المخيم الأصلي.
هند قالت بسرعة: "فخ الماء."
رجعنا على عجل.
فصل 15: الطين يكشف
وصلنا المخيم، لقينا أثار مبتلة جنب الخيمة، بالضبط على مكان الفخ. بسرعة شغلت الكاميرا. لقطت ذيل شخص يهرب من جهة منخفضة.
هند رفعت صوتها بحدة: "وقف! منو أنت؟"
ما في جواب.
قلت: "في أحد يتسلى… أو يبي يصنع قصة من ظهرنا."
هند عضّت شفتها: "حسيت كذا من أول ورقة."
فصل 16: رسالة على الرمل
على مسافة مترين، مكتوب على الرمل بريشة: "مافي أحد غيركم… استمتعوا بالليل."
كلمة "استمتعوا" كانت مقصودة ترمي إيحاء رخيص. نرفزتني.
قلت لهند: "ذكي غبي."
قالت: "عنده عقل محتوى رخيص. يبغى ينصب المشهد علينا."
قلت: "خلاص، نعكس عليه."
فصل 17: مشهد بلا ابتذال
اتفقنا نولّع نار مرتبّة ونقعد بطريقة هادئة وواثقة، نضحك، نطبخ مكرونة على نار خفيفة، ونخلي الكاميرا الصغيرة تصوّر بزاوية تبين محيط الموقع. إذا حاول يقرب، بيطلع.
هند لبست جاكيت، شعرها ملفوف، ابتسامتها ثابتة. قالت: "أنت قلت تبغى قصة للكبار بوعي، صح؟"
قلت: "وهذا التطبيق العملي."
سولفنا عن أشياء عادية: أفضل نكهة شاي، أجمل كتاب قريناه هالسنة، كيف نرتّب جدول نومنا. المفارقة إن اللحظة هذي كانت رومانسية بمعناها الصح: صدق وراحة وحدود واضحة.
فصل 18: التقاط الجاني
قرابة 11:30، الكاميرا أعطت إنذار. شفت ظل شخص ينزل من جهة منخفضة، يحبو قرب السيارة، يحاول يقرب عدسة صغيرة على النافذة.
صرخت: "يا ولد!"
انقلب، قام يركض، تعثّر برمل، طاح. لحقته بخطوات محسوبة، ما أبي أعرّض أحد للخطر. هند وقفت عند الخيمة مستعدة تتصل لو احتاج.
وصلت له، شاب عشريني، لابس كاب، ومعه كاميرا أكشن مربوطة على عصا.
قلت: "اسمك؟"
قال يرتجف: "بدر."
هند وصلت: "وش تبغى يا بدر؟"
قال: "محتوى. أنا أسوي مقاطع ‘تجارب’، والعنوان جاهز: رحلة تخييم بين شاب وبنت…"
قاطعته هند: "أدري وش بتكتب بعد النقاط. ما تمشي علينا هالحركات."
فصل 19: تفاهم… أم تهديد؟
بدر حاول يضحك: "ترى ما راح أنشر شي يخدش."
قلت: "بس راح تلمّح. وهذا أسوأ."
سكت، قال: "طيب، سامحوني. أحذف كل شي."
هند قالت وهي ماسكة جوالها: "بنفتش الكاميرا قدامك، وننسخ المقاطع ونرسلها لنفوسنا كدليل. وتوقع إنك ما تستخدم لقطات فيها ناس بدون إذنهم."
بدر قال: "شهادة؟"
قلت: "تعهد مكتوب بخط يدك الحين."
كتب، وخذنا صورة لبطاقته. تركناه يمشي بعد ما طمّنا إنه فهم الدرس.
فصل 20: وجه الحقيقة
رجعنا للنار. هند قالت بصوت هادي: "صراحة كنت خايفة من سيناريو زي كذا."
قلت: "وأنا كنت مجهّز له بكم احتمال."
قالت: "وش علّمك تتوقع الشر قبل الخير؟"
قلت: "الشغل على الكاميرات، وخبرتي مع العناوين النصّابة. وبيني وبينك… ما أبي قصتي معك تتحوّل لمحتوى رخيص."
فصل 21: ليل ثاني… أعمق
جلسنا ساعة نسولف. هند حكَت عن شغلها في قسم تطوير منتجات، وعن ضغط الديدلاين، وعن ليالٍ تنام فيها جنب اللابتوب. أنا حكيت عن محاولاتي أوازن بين الإبداع والرزق.
قالت: "ما ودي أكون بطلة قصة مكتوبة على هالعالم، أبي أكون بطلة قصة عشتها براحتي."
قلت: "تستاهلين."
قربت بطانية زيادة قدامها على سبيل الأدب، وقالت: "شكراً. بردت شوي."
النار، النجوم، الصدق… كلهم كانوا أدفأ من أي شي ثاني.
فصل 22: صباح التفاصيل
الصباح اللي بعده، كتبنا "To-Do" بسيط:
نوثّق اللي صار بصور وتواريخ للحفظ، بدون نشر.
نغير موقع المخيم بمسافة قصيرة لو تطوّر الموقف.
نحط جدول صغير لرحلة اليوم: مشي خفيف، طبخة غداء، قيلولة، ووقت قراءة.
هند قالت: "أنا عندي كتاب ‘مدن الملح’، ودي أقرأ مقطع."
قلت: "اقري وأنا أصلّح علاقة الصاج."
قرايتها وصوت الصقر بعيد، كانو يسوّون سيمفونية.
فصل 23: أثر ثالث
وأنا أفتّش حول الخيمة، لقيت طرف شريط بلاستيك مدفون، طلعته شوي. عليه علامة شركة إنتاج صغيرة. قلت لهند: "يبدو بدر ما كان لحاله."
قالت: "إيه، غالبًا في أحد يعلّمه."
اتفقنا نختصر الجلسة في هالموقع ونبدّل مكاننا قبل العصر.
فصل 24: تغيير المكان
حمّلنا الأغراض، مشينا مسافة 4 كم باتجاه منطقة فيها شجيرات منتشرة. الموقع أتقن للهدوء. نصبت الخيمة بشكل أسرع.
هند قالت: "هذا المكان أحلى."
قلت: "تدرين ليش أحلى؟ لأن ما فيه أثر غير أثرنا."
هي ابتسمت: "الحين صارت القصة حقيقة: رحلة التخييم اللي مافيها أحد غيرانا… بس بالمعنى الصح."
فصل 25: طبخة الغداء
سويت كبسة سريعة بقدَر ضغط صغير، وهند ساعدت. الهوى يدوّر الرائحة.
قالت وهي تضحك: "لو نزلنا وصفة، نسميها كبسة ضد الكليك بيت."
قلت: "وعنوان فرعي: تِحمي علاقتك وتشبّع بطنك."
ضحكنا من قلب.
فصل 26: قيلولة وآية
القيلولة في البر شيء ثمنه غالي. قبل ما أنام، شغّلت تذكير بسيط: "لا تترك النار شغّالة." طفيتها، وتغطت هند تكون في ظل الخيمة، وأنا برّا.
سمعت صوتها تقرأ آية بهدوء. حسّيت مويه تنزل على روحي. هذا النوع من القرب ما يوصل له أي محتوى رخيص. هذا قرب يخلّي القلب يبرد.
فصل 27: حوار عن الحدود
بعد القيلولة، جلسنا قدام الغروب. قالت هند: "خلّني أسألك صريح: لو كنا اثنين غيرنا… كانوا مشوا مع العنوان للنهاية؟"
قلت: "ممكن. بس مو الكل. فيه ناس تعرف تفرّق بين الإيحاء الرخيص والحب الحقيقي."
قالت: "وأنت؟"
قلت: "أنا أبي شيء يعيش بعد العنوان. أبي قيمة ما تمحوها السنين."
هزّت رأسها: "هذا الكلام هو اللي خلاني أتصل عليك أصلاً."
فصل 28: ضيوف ظلال… وباب مقفل
مع المغرب، لمحت من بعيد مركبة توقف ثانية، لكن هالمرة ما قربت. يمكن نفس المجموعة تفتّش عن بدر. حمدت الله إننا بدّلنا المكان.
ركّبنا قفل صغير على الصندوق الخلفي للمقطورة، وربطنا الأغراض.
أرسلت رسالة لنفسي: "وثّق كل شي… وانسَ كل شي ما يستاهل."
فصل 29: نار ثانية… ومشاعر أوضح
النار الثانية دايم أصدق. ما فيها رهبة البداية، ولا ثقل المراقبة. فيها كلام أوضح.
هند قالت وهي تناظر الشرر: "فيه ناس تحسب الرومانسية لازم تعبر خط أحمر. وأنا أقول: أجمل رومانسية هي اللي تأسّس بناء."
قلت: "طيب، خلينا نبني. نكتب قواعدنا: احترام، أمان، صدق، وضحك كثير."
قالت: "ومساحة خاصة، ما نكسرها."
قلت: "اتفقنا."
فصل 30: ليلة النجوم الساقطة
شفت شهاب يمرّ. قلت: "تمنّيت أمنية."
قالت: "حتى أنا."
سألتها: "وش تمنّيتِ؟"
قالت بابتسامة: "لو قلتها تروح."
قلت: "اسمحي لها تعيش."
الليل هدا، ومرقت نسمة باردة. دخلنا الخيمة، كل واحد على فراشه، وبيننا فراغ نحترم حدوده.
فصل 31: صباح ثالث… قرار
صحيت بدري، سجّلت كم مشهد بالفيديو لنفسي: خطوات على الرمل، ظل الخيمة مع الشمس، صوت الرواق. هند طلعت وهي تقول: "أقوى قهوة اليوم."
قلت: "نختم ولا نمدد؟"
قالت: "نختم صح… قبل ما نصير مادة لأحد."
فصل 32: طريق العودة واختبار صمت
رجعنا للطريق العام. سكتنا عشر دقايق، صمت جميل. أحياناً الكلام يقتل اللحظة، والصمت يحفظها.
هند فتحت راديو قديم على موجة بدوية، صوت شاعر يلقي بيت عن الحيا. حسّيت إن البيت ينقال لرحلتنا.
فصل 33: محطة بنزين وحقيقة صغيرة
وقفنا نعبي. واحد مرّ من جانبنا، يناظر الكاميرا على زجاج السيارة. عرفت إن القصص تصطاد بعض.
هند قالت: "على فكرة، العنوان اللي كتبته أمس برسالة لك… ‘مافي أحد غيرنا’… كنت أقصدها من باب الإطمئنان، مو الإيحاء."
قلت: "وصلت. وأنا فهمت من البداية، بس خليت العنوان يشتغل لصالحنا."
فصل 34: مدينة ترحّب
دخلنا الرياض وقت العصر. الزحمة رجعت، بس صدرنا ما ضاق. حسّيت إن الرحلة ما تركتنا، بالعكس، زوّدتنا بهدوء.
وصلت هند بيتها. قبل ما تنزل قالت: "أسامة، إذا كتبت القصة… لا تبالغ."
قلت: "بوعدك بالحقيقة… بس بصياغة حلوة."
فصل 35: كتابة بوعي
ذاك الليل، جلست على اللابتوب. كتبت السطر الأول: "هذه قصة رومانسية سعودية طويلة، تشويق وغموض، بس بدون ابتذال."
قسّمت الفصول بعناوين قصيرة، خليت الكلمات المفتاحية طبيعية داخل الحوار: "رحلة تخييم"، "قصة للكبار بوعي"، "أسامة وهند"، "ليلة بر سعودية"، "تشويق وغموض نظيف".
رتّبت الفقرات قصيرة، سطور هواء بين المشاهد، عشان تجربة المستخدم ترتاح.
فصل 36: معداتنا المفضلة
للي يفكر يطلّع بر ويحافظ على أمانه، هذي الأشياء ساعدتنا:
حساس حركة بسيط مع إشعار جوال.
كاميرا أكشن ببطارية احتياط.
قفل بسيط للعلب والأبواب.
خريطة أوفلاين وجي بي إس.
قهوة، تمر، ماء كفاية، وبطانيات.
احترام، وهذا أهم شي.
فصل 37: رسالة لبدر وأمثاله
ما كتبت اسمك، يا بدر، ولا فضحت شكلك. لأن الهدف مو إسقاطك، الهدف إنك تفهم. المحتوى النظيف يعيش أطول. العناوين اللي توهم الناس بالخطأ ممكن تجيب مشاهدات يوم، بس تسرق منك الاحترام سنة.
فصل 38: اتصال من هند
اليوم الثاني الصبح، هند اتصلت: "قرأت أول مسودة. جميلة، بس عندي تعديل."
قلت: "سمّي."
قالت: "زود سطر عن صوت الآية اللي قرأتها، لأنه كان أهم لحظة بالنسبة لي."
قلت: "يستاهل أكثر من سطر."
فصل 39: نشر من غير فضول رخيص
نزلت القصة في مدونتي. العنوان شد، بس المحتوى ربّى. التعليقات قالت:
"تشويق نظيف."
"أول مرة أنخدع بالعنوان وأطلع مبسوط."
"القصة للكبار فعلاً، لأن فيها عقل."
وهذا هو الهدف.
فصل 40: فنجان بعد القصة
بعد كم يوم، أنا وهند تقابلنا في كافيه بسيط. جابت معها كيك القهوة الموعود.
قلت: "وش مشروع الويكند القادم؟"
قالت: "يمكن وادي، يمكن جبال. المهم… يكون فيه أنا وأنت والحدود اللي نعرفها."
قلت: "والمضمون اللي نستاهله."
ضحكت: "دام فيه حبكة، بشارك."